الشهيد البطل نسيم الجعبري

نال شرف الانتقام للقائدين الشهيدين "الياسين" و"الرنتيسي"

الخليل ـ خاص

بين مغتصبتين صهيونيتين يقطنهما قادة الإرهاب والتطرف عاش الشهيد القسامي نسيم محمد علي الجعبري طفولته فقد ولد لعائلة مستورة الحال يوم 15/4/1982م وبالرغم من الرجولة المبكرة التي يتعامل بها نسيم إلا أن العائلة استبعدت أن يكون هو منفذ العملية المزدوجة في منطقة بئر السبع ولا يستكثر الناس أن يكون نسيم منفذ العملية ويعتبرون أن الله أكرم به والده المعروف بالكرم والطيبة والالتزام بشرع الله سبحانه وتعالى.

ومنطقة واد الغروس شرق الخليل هي حاضنة البطل القسامي نسيم الجعبري وهي تقع بين مغتصبتي "كريات أربع" و"خارصينا".

22 عاماً مضت من عمر نسيم كان لا يصحوا إلا على معاناة أهله وشعبه وقد عانى هو شخصيا من هذه الحالة حيث منع الاحتلال الأهالي من البناء في تلك المنطقة بحجة أنها قريبة من المستوطنتين وبقيت عائلة المواطن محمد علي الجعبري تعيش في منزل متواضع مكون من غرفتين فقط.

وعندما جاء جيش الاحتلال لهدم المنزل بعد تنفيذ العملية استكثروا أن يضعوا فيه الديناميت ويفجروه بل قاموا بإحضار شاكوش كبير وأخذوا يكسّرون في الطوب والجدران بشكل استفزازي وقاموا بتكسير معظم أثاث المنزل والنوافذ والأبواب.

تقول أم نعيم والدة الشهيد "إن نسيم رجلا ولا كل الرجال لقد تعلم حتى الصف السابع ثم التحق بالعمل في مهنة القصارة وكان يعمل في كثير من الأحيان على مساعدة الآخرين من أهالي الشهداء والمعتقلين بدون مقابل وقد شهد له الكثيرون بذلك".

ولشدة حبه للقرآن التحق بإحدى دور محو الأمية لتحسين قراءته للقرآن وقد كان في أيامه الأخيرة يكثر من الصلاة وقراءة القرآن والدعاء.

وتضيف أنه كان سخياً كريماً معها وقد أوصاها أن تهتم بإخوانه وأن تعلمهن شرع الله ولا تترك لهما المجال كثيرا بالجلوس أمام شاشة التلفاز، وتضيف أنه كان يذهب في كل يوم جمعة إلى البلدة القديمة في الخليل ولما كنت اسأله عن ذلك كان يقول أنني أذهب مع صديقي إلى سوق الغنم ولكي لا أشك في أمره اشترى مؤخرا ماعزاً ووضعها في المنزل ولا أدري أي نوع من الغنم كان يقصد.

وتضيف أم نعيم أن نسيم كان يبتسم في كل الظروف والأحوال وكان لا يأبه بالشدائد.

وفي صبيحة اليوم الذي نفذ فيه العملية نام في المنزل وعندما ذهبت لأوقظه لصلاة الفجر وجدته قد صلى قبلي ويستعد للخروج وطلب من شقيقته ملابس فضفاضة وقام بتمزيق أوراق صغيرة وأتلف شريحة الجوال ولم أنتبه لهما إلا بعد خروجه.

وتقول لقد سألته ألا تريد الذهاب للعمل هذا اليوم فرد قائلا سأشارك في عرس صديقي الذي أعزه كثيراً وقد رأيته على أجمل صورة وهو يرتدي أجمل الملابس.

ثم أعطاني مبلغ 800 شيكل وقال ادخريها للأيام القادمة ثم انصرف وقد استخدمت هذا المبلغ في شراء الحلوى والقهوة والتمر وقمت بتوزيعه على المهنئين في اليوم التالي.

وتقول أم نعيم إن نسيم غادرها وقد ترك حزنا في قلبها وقد بكيت في نفس اليوم ست مرات دون معرفة السبب وعند صلاة العصر اتصل بها ابنها نعيم وسألها عن نسيم وهل عاد إلى المنزل فقالت له "لم يحضر، وعندما أخبرني عن العملية توجهت إلى الله أن يحمي ولدي وأخذت نسخة من القرآن الكريم وبدأت أقرأ القرآن حتى لا يأتي أبناء يهود لمنزلنا ولكني فوجئت بالجيش يحيط بالمنزل من كل اتجاه وهو يتحدث مع أبو نعيم وكان الضابط المسؤول يحمل هوية نسيم ولما سمعت الضابط يخبر أبو نعيم بأن نعيم أحد الاستشهاديين الذين نفذوا العملية وأخذت أصرخ وأذكر الله بأعلى صوتي".

وتقول أم نسيم "لو كان الشهداء يعودون لقلت لنسيم لقد رفعت رأسي عاليا لقد خففت من آلام الشعب ومعاناته إنك البطل الذي افتخر به".

ولا تهدأ أم نعيم وهي تتحدث عن نسيم وتقول لقد كان لا يخشى الموت فقد كان يخرج منتصف الليل بالرغم من الخطر المحيط بالمنطقة التي يسكنها، ولما كنت اكتشفته كان يقول لي لقد عدت يا أمي ولم يحدث لي شيء لقد كنت في المسجد، فأقول له هل هناك مساجد مفتوحة حتى الآن؟ فيقول نعم ولا زال المتعبدون فيها حتى اللحظة.

وتقول أم نسيم لقد نفذ نسيم العملية وهو مضرب عن الطعام متضامنا مع الأسرى وقد اضرب لمدة 16 يوما متواصلة وكان يترك عمله ويذهب إلى خيمة الأسرى وقبل استشهاده بيومين أحضر صورة بوستر للشهيد أحمد ياسين وحوله العشرات من قادة حركة حماس الشهداء والأسرى وقد علقها في المنزل وشاهدناها أثناء حديثنا مع أم نعيم.

وأضافت أم نعيم إنه كان يحيي ليلة القدر باستمرار في رحاب الأقصى وبعد أن تعرفت على الشهيد أحمد القواسمي من خلال الصور التي وزعت أكدت أنه ذهب معه لإحياء ليلة القدر في القدس العام الماضي وكانت معهما وقد لاحظت أن بينهما محبة وصداقة لم تنفصم وقد ظلا ملتصقين معا طول الليل.

وقد طلبت من نسيم أن يتزوج فكان يقول افعلها ولكن من الحور العين إن شاء الله.

وتضيف أم نعيم أن جنود الاحتلال اعتقلوا زوجها محمد علي الجعبري وابنها الأكبر نعيم وباسم وأدهم وشاب آخر يدعى خالد أخليل .

ونسيم الجعبري هو الاستشهادي الثاني في العائلة فقد نفذ الشاب مجاهد الجعبري عملية استشهادية في منطقة الرام قبل ما يقارب العام والنصف في مدينة القدس المحتلة، فيما دخل نسيم الجعبري أمجاد التاريخ بعد أن سجل انتصارا على أبناء يهود ونال شرف الانتقام للقائدين الياسين والرنتيسي.

بارك الله فيك

كم نتمنى ان يكونوا هناك مثله

طنش لناس وادعس على اكبر راس مش لئنك ذهب ولا الماس لئنك حمساوي بترفع الراس\\\قسام عسكر