قضى 5سنوات في سجون الاحتلال وثلاث سنوات مع كتائب القسام
الشهيد عباس عثمان العويوي
عضو مقاتل - قسام
ارتقى إلى العلى بتاريخ 02-03-2000
كيفية الاستشهاد :اغتيال - اطلاق نار
الشهيد القسامي عباس عثمان العويوي
عاش 26 عاماً امضى منهات 21 عاماً في ظل حركة حماس
وقضى 5 سنوات في سجون الاحتلال وثلاث سنوات مع كتائب القسام .
كانت جالسة بكل سكينة تعلو محياها سمة ايمانية لم تكن تندب كالنساء الثكالى ولم تترقق في عينها الدموع جميلة بصبرها ..تبدأ كلامها بالحمد وتنهيه بالشكر ،كانت تلك والدة الشهيد "عباس عثمان العويوي " الذي استشهد على ايدي جنود الاحتلال النازيين في مدينة الخليل يوم الاربعاء الماضى 13/12/2000 حيث تم تصفيته وهو يقف امام محله التجاري .
21 عاماً في كنف حركة حماس
ولد الشهيد عباس العويوي في مدينة الخليل بتاريخ 7/5/74 ويسكن منطقة الجلدة التي تقع في الجزء الغربي للمدينة وتخضع للسيادة الفلسطينية ، التحق الشهيد بالمدرسة الشرعية التابعة للجمعية الخيرية الاسلامية وحصل على معدل ممتاز ، وقد منحته الجمعية بعثة لتلقى تعليمه في دولة باكستان الاسلامية ولكن سلطات الاحتلال منعته من السفر وتم اعتقاله لدى سلطات العدو الصهيوني .تقول والدته انه اعتقل للمرة الاولي في العام 1991 وكان عمره آنذاك 17 عاماً وقد تقدم لامتحان التوجيهي وهو في المعتقل و حكم عليه بالسجن لمدة 6 اشهر ،امضى منها 3 اشهر وافرجت عنه سلطات العدو بعد ان دفع غرامة مالية .وتقول والدته ان الاحتلال وجه له عدة تهم اثناء التحقيق كانت احداها الانتماء لحركة حماس منذ تأسيسها وانطلاقتها في عام 1987 حيث كان عمره وقتئذ 13 عاماً فقط .
**قاهر الشاباك
في عام 1993 قامت سلطات الاحتلال باعتقال عباس مرة اخرى والقت به في معتقل المسكوبية الذي يطلق عليه اسم المسلخ ولا يدخله الا المعتقلون الخطرون ، وقد مكث فيه سبعة شهور كاملة متنقلاً بين التحقيق والتعذيب والزنازين . وتضيف والدته انها لم تتمكن من رؤيته طيلة المدة المذكورة فطلبت المخابرات منه ان يبعث لامه صورة من داخل السجن قام احدهم بالتقاطها له ، ولما التقطها ابتسم فيها عباس قليلا ليوصل رسالة ما الى امه ففهم رجل الشاباك تلك الرسالة فاخذ الصورة وكتب على ظهرها بعد ان أنب عباس هذه العبارة لا تحسبني اضحك طربا بل انا اضحك مثل الديك المذبوح . لم يأبه عباس لهذا القول لانه اغاظهم بصموده فظل مبتسماً باستمرار وقد حكم الاحتلال وقتها على عباس بالسجن لمدة سبع سنوات امضى منها اربع سنوات ثم افرج عنه في الفترات التي تم فيها اطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في اعقاب الاتفاقيات الموقعة.
**رجل المنابر
لقد عرفت مساجد مدينة الخليل المجاهد الشهيد عباس فلقد اعتلى مساجدها منبراً منبراً لانه الخطيب المفوه رجل الكلمة ورجل البندقية ورجل الموقف ولقد كان حبه للمنابر سببا رئيسيا لاعتقاله .تقول والدته ان السلطة الفلسطينية اعتقلته خمس مرات اقلها كان لمدة 5 اشهر واكثرها سبعة اشهر وقد افرج عنه في بداية انطلاقة هبة الاقصى وتضيف " ان حياة عباس لم تكن عادية فهي كانت محاطة بالمخاطر والمراقبة والترقب كما ان سلطات العدو الصهيوني كانت تراقب منزلها منذ ثلاث سنوات وكانت تلاحظ ذلك بنفسها وكانت تراقب منزلها منذ ثلاث سنوات ، وكان الشهيد ايضا يعلم ذلك وتقول ايضا بانها كثيراً ما كانت تلاحظ سيارات مشبوهة تتبع السيارة التى كانت تستقلها مع ابنها الشهيد واحيانا كانت السيارة تعترضهم اثناء سيرهم ،وتضيف بان عباس كان يحفظ كتاب الله كاملا .
**طلب الشهادة فنالها
في صباح اليوم الذي استشهد فيه عباس قام الشهيد لتناول وجبة السحور مع اخوانه ، وتقول والدته بانه فتح جهاز التلفاز اثناء السحور فكان التلفزيون يعرض مشاهد من تشييع جثمان الشهيد يوسف احمد ابو صوي الذي اغتيل في بلدة الخضر فالتفت اليها قائلا انظري يا امي ما اجمل هذه الميتة اللهم ارزقني الشهادة يا رب العالمين، واضافت والدته ان حادثة الاستشهاد كانت متوقعة ولم تفاجئها خصوصاً وانها كانت تعلم بان عباس كان على رأس المطلوبين للسلطات الاسرائيلية وذكرت بان سلطات الاحتلال كانت في كل مرة يذهب فيها اخوته للحصول على تصريح دخول الى مناطق التي احتلت عام 84 كانت تطلب منهم ان يسلموهم عباس لكي يتمكنوا من الحصول على التصريح، وقالت ايضا بان ولدها طلب الشهادة في الساعة الرابعة ونالها في الساعة الثانية عشرة من نفس اليوم .
**حادثة الاغتيال
ذكرت والدة الشهيد بان عباس استيقظ الساعة التاسعة صباحا وطلب منها ان تخبره اذا ارادت شيئا من السوق ثم استبدل ملابسه وخرج حيث كان يساعد اخوته في المحل التجاري الذى يملكونه في شارع العدل واد التفاح الجديد ، وقد مكث في المحل حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً . وذكر احد اشقائه ان عباس اجرى مكالمة هاتفية امام المحل ثم دخل وتوضأ وصلى الظهر ، ثم اخبر شقيقه بانه سيذهب الى منطقةالحاووز لاحضار احدى حاجيات المحل فخرج واخذ يشير الى السيارات التى تمر من الشارع باتجاه منطقة الحاووز وفي لحظات انطلقت 3 رصاصات من نوع دمدم واستقرت في اسفل الصدر والبطن وقد تسببت له بحالة نزيف داخلي . وحسب التقرير الطبي الذى اعطي لذوي الشهيد من مستشفى الاهلي فقد ثبت ان الشهيد تلقى ثلاث رصاصات خرج بعضها من الظهر ، وقد تبين ان عملية الاغتيال تخضع لاحتمالية الاول ان الشهيد ربما يكون قد تعرض لاطلاق نار عن قرب اما عن طريق عملاء او رجال مخابرات والاحتمال الثاني ان اطلاق النار ربما تم من خلال النقاط العسكرية الاسرائيلية التى تتواجد بكثرة على اسطح المنازل الفلسطينية في منطقة تل الرميدة وكلاهما جائز في ظل الظروف الحالية .
تجدر الاشارة الى ان الشهيد العويوي الشقيق الاوسط لستة من الاخوة وثلاث من الاخوات وقد توفى والده في عام 1989 وهو اعزب نذر جل حياته من أجل مقاومة الاحتلال الصهيوني وقد وجهت له السلطتين الإسرائيلية والفلسطينية أثناء الاعتقال تهمة الانتماء لكتائب عز الدين القسام ومساعدة مطلوبين ،و قدم الشهيد مساعدات للشهيد البطل اياد البطاط والمجاهد البطل محمود أبو هنود .